| | |
|---|---|
| يا غارقا في نومه وغافلا عن كنهه | يا حائرا في أمره وتائها في وهمه |
| يا باحثا بفكره فعقلك من صنعه | وروحك من أمره وسرك من سره |
| تفنى العقول ويبقى منفردا في ملكه | نسيته ولا يزال يناديك من غيبه |
| فافتح قلبك لنوره وافن روحك في حبه | وعن سواه تخلى حتى تصير له أهلا |
| فحسنه قد تجلى دنا منا فتدلى | حيث يممت تراه فتأمل وتملى |
| كل الأكوان قبضة من نوره ليس إلا | كل مخلوق للعدم ولا يبقى إلا المولى |
| عليك بفيض الشفاء أهل الصفاء والجمال | يكن لك خير دليل يخفف عنك الأحمال |
| ويقطع بك البحور وينسف عنك الجبال | يقرب لك البعيد ويلحقك بالرجال |
| أهل الغرام تيموا ذوي الحجا فأسلموا | فسرهم لا يعلم و أمرهم لا يفهم |
| فهم بحالي أعلم كم أدري وكم أكتم | نار العشق قد أحرقت في أحشائي سواهم |
| طال شوقي للقاهم نأى عني ربعهم | أنكرت روحي سجنها مذ عرفت حبهم |
| ملكوا قلبي والحشا لم يبق لي غيرهم | زاد سقمي ذكرهم أفنى عظمي هواهم |
| فليرحموا عبيدهم ذليلا قد أتاهم | ليس لدائه دواء حتى يرى وههم |
| لن يردوه خائبا ما خاب ظن فيهم | عن نهجهم لا أرغب لغيرهم لا أنسب |
| ففي اللسان ذكرهم وقلبي بهم يطرب | قضيت العمر أنحب فأدمعي لا تنضب |
| ففي أكبادي حرقة و الكأس عندي أشرب | وفي العيون لهفة وطيفهم لا يعزب |
| وفي الفؤاد لوعة وهم مني أقرب | كيف أموت صاديا وفيضهم لا ينضب  |
| كيف أبيت ساغبا وضيفهم لا يسغب | إن كان العيش علقما فطعم العيش أعذب |
| إن سيف البين صائب فسهم الوصل أصوب | متى أموت راضيا بقربكم أو أصلب  |
| فاقبلوا روحي سيدي فغيرَكم لا تطلب | وسلموا على الحبيب ففضله لا يحسب |
| 
### نغمة رست ###
![[نغمة رست]]